نور بحمد حمود
لم تجف بعد دماء شهداء البنزين في منطقة السعديات التي ارتكب فيها كارثة بسبب تمسحة الساسة اللبنانيين. لم تجف بعد دموع المحبين لعوائل الشهداء الخمس. لم يلتحم بعد جروح قلوب المحبين، ولم تداوى بعد حرقة قلوب المفارقين.
أصبحنا في لبنان نستشهد من أجل تأمين حاجاتنا وقوتنا اليومي. أصبحنا حرفيا نموت من أجل لقمة العيش. صرخنا كثيرا هيهات منا الذلة، ولكن سلاما على هيهات في وضع هذا البلد المليء بالذل والإهانة. نادونا بأجمل العبارات والألقاب، فنحن شعب لبنان العظيم كما وأننا أشرف الناس، وما نلنا من هذه الألقاب إلا غلاء المعيشي والجوع والفقر وعدم توفر الأدوية وعدم توفر الحليب للأطفال ولنحصل على البنزين علينا بأن نقف ساعات وساعات في طوابير الذل، وغيرها من معانات لم نصدق يوما أن نعاني نحن الشعب اللبناني منها.
لم يكفنا التفلت السياسي، فالتفلت الأمني ازداد وأصبح دور العسكري أن يحمل أغراض المدام بدل أن يؤمن لنا الأمان والاستقرار.
ورغم كل ما نعاني منه من فقر وقهر و ذل وظلم إلا أن الشعب مخدر لليوم هذا، فلا انتفاضة على هذا الظلم المعيشي، ولا ثورة على هذا الغلاء الكافر، ولا حتى تحركات فعلية للمطالبة بأدنى حقوقنا. فما الذي ننتظره بعد؟ هل ننتظر ألقاب جديدة لتؤجج نخوة الكرامة فينا؟ أو هل ننتظر الملقبين بالسماح لنا بالتحرك؟
كفانا ظلم واستبداد، كفانا فقر وقهر، كفانا ذل، فقد أصبح صوت الوجع في لبنان أعلى من صوت الوطن.