نور بحمد حمود
يستمر الدولار الأميركي تأرجحه صعوداً، ويستمر معه الغلاء الفاحش. فأصبح المواطن اللبناني يحتاج ل ثلاث مليون ليرة لبنانية كحد أدنى ليوفر حاجاته الأساسية ولتأمين قوته اليومي.
كأن اللبناني كان ما ينقصه هو إعلان شركة الكهرباء اللبنانية لنا خبرها الأسود بإقبالنا قريبا لأيام سوداء دون كهرباء. وبالرغم ما نعانيه كشعب ذل تماما إلا و أن منفسنا الوحيد وهو اشتراك الكهرباء لتوفير الكهرباء لبيوتنا وأعمالنا، أصبح وللأسف عبئا ماديا بتسعيراته الخيالية. وعند محاسبة أصحاب مولدات الكهرباء يلقون الذنب على شبه الدولة الموجودة و على المسؤولين الفاسدين، وحجتهم الكبرى هي عدم توفر مادة المازوت التي شحت مؤخرا وأصبح إيجادها أسهل من إيجاد كنز علي بابا.
ولكن ما اكتشفناه هو أنهم هم من سرقوا هذا الكنز و لم يكتفوا بذلك بل احتكروه ليرفعوا تسعيراتهم الخيالية. ففي الضاحية الجنوبية مثلا اشتراك الهادي خبأ المازوت بمعروب، و اشتراك الرضا خبأه بصريفا. أما اشتراك الجواد خبأ المازوت بعدلون، و اشتراك الكاظم بحداثا. كما وخبأ اشتراك الحسنين المازوت ببرعشيت، و اشتراك المهدي بحاريص، أما اشتراك البتول بالسلطانية.
بينما كنا نظن أن أمريكا هي من تحاصرنا وهي سبب الذل الذي نعيشه، اكتشفنا أن أهل بيتنا هم المسؤولين عن ما نعانيه بحصانتهم مِن مَن يسندهم وعلى عينك يا تاجر.