الرئيسية / مقالات / استشهاد رفيق الحب

استشهاد رفيق الحب

في 14 شباط 2005 تمكّن المجرمون المخططون من استهداف أبرز شخصية وطنية ذات امتداد عربي ودولي ليسقطوا هيبة الدولة ويقتلوا حلم شعبٍ كان يرى في رفيق الحريري الشخصية الإستثنائية التي لن تتكرر .

في ذلك اليوم نفّذ القتلة جريمتهم وسفكوا دماء زعيم فجّر استشهاده ثورة غضب وانتفاضة استقلال في وجه احتلال حكم لبنان بالنار والحديد والوعيد والتهديد والقمع والقوة .

في ذلك اليوم امتزج دم رفيق الحريري بعبق عيد الحب والعشق ، وكيف لا وهو العاشق الولهان لوطنه لبنان .

في 14 شباط ظن النظام الأمني آنذاك أنّهم تخلصوا من رفيق الحريري وأرعبوا فريقه فإذا بإرادة الناس حولت استشهاده إلى كابوس لاحق الوجود السوري حتى أخرجه في نيسان 2005 وهو يجرّ أذيال الخيبة .

من قتل رفيق الحريري كان يعرف قيمة الوجع والفراغ الذي سيتركه هذا الرجل الذي وقف في المحافل الدولية وفي أحلك الظروف ليدافع عن المقاومة التي ارتدت بندقيتها في 7 أيار 2008 لتصيب جمهور رفيق الحريري .

لم يكن رفيق الحريري رغم إمكانياته المالية والسياسية وعلاقاته الواسعة إقليميا” ودوليا” إلاّ رجل دولة وحامل مشروع الإنتماء للدولة ومؤسساتها ، فعلّم أكثر من 35 ألف طالب في الجامعات وصنع منهم أطباء ومهندسين ومخترعين ومحامين ونقابيين ووو ، فيما قتلته ذابوا في منطق الميليشيوية وانتهجوا فكر العصابات واتخذوا الدويلات ملاذهم .

رفيق الحريري غادرنا في لحظات كنا جميعا” بأمس الحاجة لحنكته وقوته وصلابته ونجاحاته لتعبيد طريق الوصول إلى الدولة .

واليوم لم يبقى من الذكرى سوى ذكريات ، وسياسة المحاصصة والتسويات وهيمنة السلاح والإستقواء كانوا جميعهم أقوى من حلم الشعب بدولة العدالة والقانون والسيادة والمواطنة .

لروحه وروح رفاقه الذين استشهدوا معه السلام والراحة الأبدية ، ولجمهوره وحبيه التحية .

الشيخ محمد الحاج حسن

عن INN-News

رئيس التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بالفيديو السفير السعودي: “أخلاقيات المملكة العربية السعودية أعلى من هذه التصريحات”

بعد تصريح وزير الخارجية شربل وهبة على شاشة قناة الحرة، أفاد مراسل اخبار العالم الآن، ...