الرئيسية / احدث الاخبار / قمع وتهديد تحت قبّة البرلمان

قمع وتهديد تحت قبّة البرلمان

بالامس حاول النائب علي عمار ان يلجم النائب ميشال معوض عندما تحدث الاخير عن عدم امكانية المساكنة بين الدولة وسلاح حزب الله، فجاء رد عمار مباشرا وفيه الكثير من الخروج عن الادبيات: “من يساجلنا يصغر ومن نساجله يكبر”…
واليوم تكرر المشهد عينه من زاوية أخرى، فعندما كان يتحدث النائب سامي الجميل قائلا: “الاعلام يتطرق الى هذه الحكومة على انها حكومة حزب الله”، استشاط النائب نواف الموسوي غضبا وقاطع الجميل قائلا: كل شخص يريد ان يسلط ​الضوء​ على نفسه يتهجم على ​حزب الله​”.
يريد حزب الله ان يكم الافواه، يريد ان يجرّم كل من يلفظ اسم حزبه بما لا يطيقه او يرضاه، يظهر حقيقة بصورة “راعي الجمهورية”، والمستحوذ عليها، والمنظم لكل اعمالها، ورغم ذلك ينكر بلسان النائب حسن فضل الله ما دوّن في محاضر جلسات لجنة الاعلام انه مشارك في التوظيفات العشوائية في الدولة، وهو ما اكدته النائب بولا يعقوبيان. وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
يتجاوز الحزب كل الادبيات السياسية في تعامله مع الاخصام رغم تأكيد اعضاء مجلس شوراه الدائم على انه مدرسة اخلاقية قبل ان يتعاطى السياسة وبعدها، الا انه في الحقيقة في كل يوم يثبت عكس ذلك.
الحزب يريد لبنان مشروعا خاصا له وحده دون الاخرين، يريد ان ينهي كل صوت لا يكون صدى لكلامه، وكل كلمة لا تنطلق من قاموسه.
وهو لا يحتمل ان يكون هناك لبنانيا واحدا يرفض سلاحه، وسطوته وتسلطه وتكبره وعنجهيته، لذا لا يقيم وزنا لنائب منتخب يتحدث باسم ناخبيه في البرلمان ويعبر عن هواجسهم، ولا يراعي ان هذا النائب هو ابن رئيس جمهورية استشهد دفاعا عن وحدة لبنان واستقراره، وان ذاك ابن رئيس للجمهورية وشقيق شهيد، وان الثالث رجل علم وادب واخلاق، والرابع له مساهماته وانجازاته…. يراعي فقط من استنجد بعباءته ليكون سيدا في قومه بمال نظيف يغسل عوذ الناس الذين تخلّ الكثير منهم عن مبادئه وفضل التماهي مع مصالحه الخاصة والسعي لها.
ما شهدناه من نواب حزب الله وما سنشهده، دليل اضافي على اننا نعيش في زمانه، والعيش في زمانه مجاهدة للنفس، على ان ذلك لا يعني اطلاقا التسليم له، فلن نتخلى عن مبادئنا وتوجهاتنا وايماننا بان الدولة سيكون لها يوما وان كان بعيدا، وان السلاح غير الشرعي، وفائض القوة، والتسلط على المؤسسات، وهم العضلات التي يفاخر بها حزب الله، لن تدوم طويلا.
وسنبقى للساحات روادها.

بقلم مصطفى العويك

عن INN-News

رئيس التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

زيارة ورسالة من تجمّع الحياد من أجل لبنان الى غبطة البطريرك.

نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، طيبة وتقدير وإعتزاز وبعد،    لقد أصبح ...