رئيس التحرير الشيخ محمد الحاج حسن
يدرك المتابعون لمسار العهد الجديد الّذي انطلق مع تولي العماد ميشال عون سدّة الرئاسة أن الصلاحيات التي منحت لصهر العهد وزير الخارجية جبران باسيل لم يسبق أن أعطيت لأحد ، فالرجل تمكّن من السيطرة بقوة على مفاصل الدولة بفضل التسهيلات والدعم الّذي يقدمه له حزب الله .
آخر الإبداعات التي لحقت بمؤسسات الدولة التي ينبغي أن يكون الموظفون فيها يتمتعون بالإنتماء الوطني الأوحد دون سواه ، كانت التعيينات الباسيلية التي برزت في الوزارات ، فحط رحاله في وزارة الصحة بالتنسيق مع وزير حزب الله جميل جبق الّذي منحه سلطة التعيينات المسيحية في وزارته ، وأكدت مصادر أن وزير الثقافة الإشتراكي بالتنسيق مع وليد جنبلاط ابتعوا ميزان المقايضة مع باسيل “أعطني وخذ” .
والملاحظ أن التعيينات على قاعدة المحسوبيات جاءت أحادية رسخت عزلة القوات والكتائب والمردة في الكثير من مراكز الدولة التي وضع العونيون يدهم عليها .
فعن أية دولة نتحدث ما دام النهج القائم هو المحسوبيات والنكايات والتفرّد بالقرار ؟ وهنا نسأل عن دور الحكومة ورئيسها الذي يبدو أنه اكتفى بأن يبعدوا شرهم عنه وليفعلوا ما يفعلوه .
إذا” خلاصة الواقع اللبناني اليوم ، التعيينات الباسيلية تؤكد احتلال المؤسسات برمتها ، وبات كل فريق يتحدث عن جماعته في كل مواقع الدولة ، فمن سيحاسب الرؤوس الفاسدة والناهبة لمال الدولة ؟