ما بعد مذبحة نيوزلندا الغاشمة ..

بقلم : المهندس سليمان عبيدات / نائب أردني سابق
في الوقت الذي كنا ننتظر دعوات من جامعة الدول العربية ومن رابطة العالم الإسلامي أو من منظمة التعاون الإسلامي وغيرها، لاجتماعات طارئة بعد المذبحة، لكي يتخذوا قرارات موحدة يطالبون فيها الأمم المتحدة والعالم الغربي آصدار قرارات وقوانين تحمي المسلمين وغير المسلمين من إرهاب اليمين العنصري المتطرف الإسلاموفوبيا وتجريم المحرضين عليها، أسوة بالقوانين التي أصدرتها تلك الدول تجاه ما يُسمى معاداة السامية..
خرجت شعوب الغرب والدول غير الإسلامية للتعبير عن سخطها واستنكارها لمذبحة المسجدين البشعة في نيوزلندا، والتي كان ضحاياها وجرحاها بالعشرات، على ايدي غادرة وحاقدة على الإنسان والإنسانية .
توزع من خرجوا أمام المساجد لحماية المصلين من اعتداءات أخرى، مقدمة أجمل الصور الإنسانية الرائعة و التعاطف الصادق المقدر تجاه الإسلام والمسلمين .ومعبرة عن تضامنها وحزنها على الضحايا وسخطها على من نفذ هذه الجريمة النكراء ومن ورائهم من منظمات إرهابية يمينية عنصرية فاشية متطرفة .
و قامت رئيسة وزراء نيوزلندا بزيارة لذوي الضحايا للتعبير عن حزنها وتعزيتهم والتضامن معهم مرتدية الحجاب احتراما لمشاعر المسلمين وذوي الضحايا، ووقف الكنديون تضامناً مع مسلمي كندا لتوفير الحماية لهم ولمساجدهم من هذا الإرهاب العنصري ضد المهاجرين والعرق غير الأبيض، وهذه الصورة تكررت حول العالم في حماية المساجد والمصلين أثناء الصلاة، مما يُدلل أن الإرهاب كما قيل مراراً وتكرارا، ليس له دين ولا جنس ولا هوية، وإنُما من يقوم به هو خدمة لمصالح ومنافع حقيرة على حساب معاناة الشعوب وضياع حاضرها ومستقبلها ..
هنا وبهذه المناسبة الحزينة على الإنسانية، لا يسعنا إلاّ أن نتقدم بأحر مشاعر الحزن والمواساة من ذوي الضحايا عامةً و ابناء شعبنا خاصةً ، ونتقدم بالشكر والعرفان لكل الشعوب المحترمة التي عبرت عن سخطها وشجبها لهذه الجريمة النكراء على مشاعرهم الإنسانية، وندين بكل الوسائل وكلمات الشجب والإدانة أعمال الإرهاب أيّن كان مصدرها ومرتكبها .
وندعو جميع دول العالم وحكامها الحرص على التعايش بين الشعوب بانسجام وسلام، والعيش بطمأنينة وحرية بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللون، والتوقف عن التحريض وبث بذور الفتنة والعنصرية من قبل سياسيين في الغرب وبمواقع المسؤولية، ممّا يُسميم حياة الناس في كل الأقطار والأصقاع، ويترك بني البشر يعيشوا بحبٍ وسلام فيما بينهم .