الشيخ محمد الحاج حسن – رئيس التحرير
قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب السخي تجاه كيان مغتصب لأرض عربية هي ملك لسوريا والإعتراف بسيادة الجولان المسلوب من أهله هو قرار أرعن ينتهك القانون الدولي ويؤجج لموجة جديدة من الصراعات .
كان الأجدى بسيد البيت الأبيض الّذي حقق الكثير من النجاحات والإنجازات على مستوى الدولة العظمى أن لا يفجر بركان الحقد العربي والإسلامي في وجهه وهو المدرك أن قرار الإعتراف بسيادة إسرائيل في الجولان هو قرار شكلي لا قيمة قانونية ودولية وعملية لمفاعيله ، وسيبقى الجولان سوريا” عربيا” .
ليس جديدا” إنحياز ألإدارات الأميركية المتعاقبة لإسرائيل والتآمر على قضايا أمتنا العربية من القدس وفلسطين إلى الجولان وما تبقى من أراض لبنانية ما زال الكيان الغاصب يسيطر عليها ، ولكن تقديم الهدايا المتسارعة والمجانية المستفزة لعدو حقيقي للإنسانية لما يرتكبه بحق الشعب الفلسطيني من قتل واعتقالات تعسفية وتنكيل وسلب للحقوق يدفعنا للتساؤل أين تكمن مصلحة الرئيس الأميركي في ذلك ؟
هل هذه التوترات هي مقدمة لجلوس كل الأطراف على طاولة المفاوضات والتمهيد لمؤتمر السلام والصلح والتطبيع مع إسرائيل والّذي ظهرت مؤشراته عربيا” والرغبة الكامنة لدى الكثيرين أم أن المنطقة مقبلة على موجة من اللهيب العسكري وتحاول أمريكا حقن اسرائيل بجرعات من الدعم ؟
إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتوجب عليه التراجع الفوري عن قراره اللاقانوني واللاأخلاقي تجاه سوريا وشعبها إن لم نقل تجاه العرب الّذين بمعظمهم حلفاءه .
وأخيرا” لا عتب على الرئيس الباحث عن مصالحه قبيل الإنتخابات الرئاسية العام المقبل بل على الحكام العرب الّذين أضاعوا فلسطين وقدسها واليوم يفرطون بالجولان .
ويبقى الأهم ماذا ستفعل سوريا ومحورها الممانع هل سيواجهون هذه الغطرسة وهذا الإحتلال بصواريخ التغريدات الإيرانية وسيبقى رد النظام المعني الأول بأنه سيحتفظ بحق المكان والزمان ؟ الأشهر المقبلة كفيلة برسم السيناريو المبهم القادم على المنطقة .