صفقة الجندي باومل روسية – أميركية – إسرائيلية أداتها النظام السوري

لم تكن عملية تسليم رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل إلى إسرائيل مفاجأة لدى المتابعين لمجريات الأحداث في سوريا والمنطقة ، لأن الغزل الدائم بين إسرائيل وروسيا طيلة سنوات الحرب في سوريا يوحي أن التنسيق على أعلى مستوياته .

تعمّدت روسيا توجيه رسالة للعالم عبر إبرامها صفقة تسليم رفات الجندي باومل الّذي يحمل الجنسية الأميركية لتقول أنها صاحبة القرار الحاسم في سوريا وأن إيران لا شيء وهي مجرد أداة استخدمت أوراقها في الحرب السورية وهي وميليشياتها لا يمتلكون القرار .

الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل حامل الجنسية الأميركية فقد أثره عام 1982 خلال معركة السلطان يعقوب في البقاع الغربي واختفى معه أثر جنديين آخرين هما زفي فيلدمان ويهودا كاتز .

يومها تولى المقدم السوري هاشم معلا العملية وخاض المعركة مسترجعا” الدبابة السوفياتية مع ثلاث دبابات إسرائيلية بطواقمها وأسر العديد من الجنود الاسرائيليين .

هذه الصفقة الروسية – الأميركية – الإسرائيلية وأداتها النظام السوري المرشد الرئيسي على مكان وجود جثة الجندي الإسرائيلي حققت سلسلة أهداف تم التوافق عليها ، بقاء النظام السوري ، دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث تم اختيار الجندي الحامل للجنسية الأميركية ، ودعم إسرائيلي لنتانياهو قبيل الإنتخابات بأيام ، ودعم لروسيا التي ثبتت أنها صاحبة الباع الأوحد في القرار على الأراضي السورية .

ولكن ! هل عودة رفات الجندي باومل ستمنع إسرائيل من نقل 250 ألف مستوطن إلى مرتفعات الجولان بعد إعلان ترامب سيادة إسرائيل عليه ؟

ما هو موقف حزب الله وحركات ما تسمى بالمقاومة من صفقة حققت الدعم الكبير لأخصامهم بل لأعداءهم وعلى يد الحليف الّذي لطالما تغنى به جمهور هذا الحزب الّذي اعتاد على تحويل الفشل إلى نجاح والهزائم إلى انتصارات ؟

بوتين وقف بكل وضوح ليقول : “عثر جيشنا مع شركائنا السوريين على مكان دفنه”، متحدثاً عن الجندي الاسرائيلي زاكاري بوميل. مضيفا: “نحن سعداء للغاية لأنه سيحظى بالتشريف العسكري الذي يستحق في وطنه”، مضيفاً أن روسيا سترسل الرفات إلى إسرائيل.

هذه السعادة التي انتابت مشاعر الرئيس السوري قابلها مأساة وشعور بالنكسة لدى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الّذي وضعه الروس على الرف في صفقة شكّلت صفعة ليس لحزب الله فحسب بل لجمهوره وقاعدته التي قدمت الأرواح والدماء وكادت تنتظر قرارا” من سيدها بفتح معركة الجولان بعد موقف ترامب .

الأيام المقبلة ستحمل الكثير الكثير من المفاجأت ، وستكشف أن الحرب في سوريا كانت خدعة وشعارات ذهب ضحيتها الأبرياء ممن ضلل بهم .