“أيُّها القيامة والحياة” تَغلغَلَ المرضُ في كلِّ عروقِي إجتاحَ فكري وحَواسِّي وكلَّ كِياني، وحلَّ بجسَدِي الفساد فمَن يقدرُ أن ينتشلَنِي من مرضِي، سواكَ يا طبيبَ النُّفوسِ والأجساد؟ ومَن يقدرُ أن يقيمَنِي من هذا الجسدِ الفاسدِ إلاَّ أنتَ أيُّها القيامةُ والحياة؟ فتعالَ إلى قلبي، لأنَّهُ ليسَ مَن يُفرِحُهُ سواك فلا يعودُ مُظلِمًا كظلمة القبر، بل بهيًّا بهاءَ نورِكَ الفائقْ غُصْ، أيُّها السَّماويُّ، في أعماقِ ظلماتي ومخاوفي وخطاياي واصرخْ بصوتِكَ الإلهيِّ مُناديًا اسمي، كما ناديتَ لعازر: “هلُمَّ خارجًا”، فإنِّي موضوعُ حُبِّكَ تهبُنِي القيامةَ والحياة، أيُّها القيامةُ والحياة وَتُحيي عظامِي ببهجةِ خلاصِكَ فلا يكونُ للموتِ وجودٌ في حضرةِ القيامة ويتحوَّلُ المأتَمُ عيدًا ليسَ ينقطع تهبُنِي اليومَ، إلهي، خمرَ لقائِكَ الَّذي يفرِّحُ حياتِي ويُنعِشُهَا فأَسكَرُ بِحُبَّكَ وكلماتِكَ، وأعشَقُ حنانَ صوتِكَ تطردُ كلَّ إثمٍ وغضبٍ وحسدٍ وطمع فلا يكونُ للعالَمِ موضِعٌ في داخلِي هكذا انهزَمَ عدوُّ الخيرِ وانكَشَفتْ أوهامُهُ وأكاذيبُهُ هكذا أصبحْتُ شهادةً حيَّةً لأعمالِكَ الفائقة إذ يراكَ الناسُ، يسوعَ، مُتجلِّيًا في ضعفِي وقد حوَّلْتَ مقبرتي مقدِسًا وظُلمتي نورًا وجعلتَ قلبي مَلكوتًا بحضورِكَ إسمحْ لي الآنَ، حبيبي، أن أعبُرَ معكَ لأعانقَ الحياة وأسمعَ صوتَكَ العذب وأنت تنادي: “هلُمُّوا خارجًا” فأنتَ، وحدَكَ، مخلِّصُ النُّفوس من فسادِ الموت أهٍ، يا لَهُ من محفِلٍ ممتعٍ وفَرحٍ أبديّ! إذ تتَّحدُ النُّفوسُ بكَ مُشرقةً ببهائِكَ وتتمتَّعُ بشركَةِ طبيعتِكَ الإلهيَّة لتحتفلَ بالعرسِ السَّماوي غيرِ المُنقَطِع .
( جوني ملحم)