استخدام الزوجة اسم عائلة زوجها …

كتب عدنان نعمة

كثيراً ما نرى في مجتمعاتنا نساء تستخدم اسم عائلة زوجها بجانب اسمها و عائلتها الأصلية، وهذا الأمر الشائع ادى الى وجود لغط لدى بعض النساء حتى ظنت ان عائلتها اصبحت بعد الزواج هي اسم عائلة زوجها..

في بادئ الأمر كانت المرأة عندما تتزوج تسقط عنها جنسيتها و هويتها وبالتالي تصبح تابعة الى الزوج الذي يعتبر رب الأسرة و الوصي و القيم عليها وهو المسيطر على العائلة على اساس قاعدة اساسية تقوم على العصب و الرابط الانثي حيث كان الرجل هو اكثر اهتماماً بالأسرة، بالتالي هو من يحدد جنسية العائلة و تتبعه الزوجة و الاولاد. لذلك كانت المرأة التي تتزوج اجنبي تسقط عنها الجنسية بحكم تبعيتها لزوجها و مع التطور الذي عرفته المجتمعات في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث انتشرت قواعد المساواة بين الرجل و المرأة التي انعكست على سقوط جنسية المرأة بزواجها من اجنبي حيث اصبح يحق لها الاحتفاظ بجنسيتها، و هذا ما اعتمده القانون اللبناني بموجب التعديل تاريخ ١١/١/١٩٦٠ الذي اعطاها الحق بالاحتفاظ بجنسيتها.

و لكن لم يذكر القانون حق المرأة في الإحتفاظ بهويتها الكاملة (اسم عائلتها) اذ كان يفسر هذا الموضوع على ان استعمال الزوجة لاسم عائلة زوجها جريمة انتحال الهوية حسب المادة ٤٦٩ من قانون العقوبات اللبناني ، و من ثم اعطاها المشرع سبب تبرير لممارسة هذا الحق حسب المادة ١٨٣ من قانون العقوبات (لا يعد جريمة الفعل المرتكب في ممارسة حق بغير تجاوزه) و يستفاد من هذه المادة انه يجب ان يكون هناك حق و التزام بقيوده و مبدأ حسن النية و بالتالي بهاذا التبرير سمح القانون اللبناني للزوجة بإستعمال اسم عائلة زوجها دون الملاحقة القانونية.

لكن من ناحية حقوق المرأة هذا الوضع لا يتآلف مع مبدأ المساواة بين المرأة و الرجل. ففي بعض الدول يحق للمرأة ان تعطي اسم عائلتها او اسم عائلة زوجها الى اولادها و هي من تحدد هذا الأمر و يمنع عليها ان تستعمل اسم عائلة زوجها بجانب اسمها.

كثير ما نرى في مجتمعنا اللبناني هذه الظاهرة اذ ان بعض النساء اللواتي يستعملن اسم عائلة ازواجهن، اكان في الحياة الطبيعية ام على مواقع التواصل الإجتماعي، فيُكتب اسم المرأة و عائلتها و اسم عائلة زوجها بجانبهما و هذا الأمر مهين بحق المرأة بحد ذاتها اذ يقلل من كيانها في حال كان الأمر مقصوداً ام عن جه.

وبالتالي، ان اهم حق من حقوق المرأة هو الإعتراف بكيانها الذاتي و حياتها القانونية و الطبيعية المستقلة عن زوجها.