الرئيسية / مقالات / “بين يسارٍ ضال وطائفيةٍ حاكمة؛ بتنا نتمنى الصِفر.”

“بين يسارٍ ضال وطائفيةٍ حاكمة؛ بتنا نتمنى الصِفر.”

  محمد اليوسف 

صباح الخير يا وطني، و أرجوك أن لا تسألني أيُّ خيرٍ أقصدُ بعد أن أصبح الشّرُّ سيّد يومنا.  

  وكانت البداية…بدايةُ الأمل…

إنطلاقةٌ ليسارٍ لبنانيٍّ يحمل همَّ الكادحين و العاملين و الآملين، الآملين ببناءِ وطنٍ تكون مؤسساته سيدة الحضور لحمايةٍ إجتماعيةٍ لشعبٍ متعطشٍ لإلتماس هيكل دولةٍ تكون ملجأه و مرجعَه و حاضِنته،فخاض اليسارُ ما خاضه من حروب فكريةٍ بدايةً قبل أن تتحول إلى حروبٍ عسكريةٍ لاحقاً، على اعتبار أن هذه الحرب هي الطريق الأسهل و الأسرع للوصول إلى بلدٍ ديمقراطيٍّ تسوده العدالة، فأيّ ديمقراطية و أيّ عدالة تلك التي تأتي على سفينة الإقتتال الداخليِّ؟ و أيّ إنتماء ذاك الذي يقدم الغالي و النفيس للهيمنة الفتحاوية في الداخل اللبنانيّ؟ و ما زال هذا اليسار حتى اليوم (ما عدا شريحة منه) مصرّاً على صوابية ما قام به خلال الحرب الأهلية معتبراً أن ذلك الخيار كان وطنياً يهدف لبناء دولة القانون ناسياً أو متناسياً بأنّ كل حرب خاضها داخل بلده كانت ضدّ فريق لبنانيٍّ آخر لا يستطيع أحد إلغاءه أو إعتباره غير لبنانيّ. ناهيك عن ما لحق بلبنان من أضرارٍ بشريةٍ و ماديةٍ و إقتصاديةٍ و إجتماعيةٍ و غيرها…و هنا إندثر الأمل.

وفي المقابل كانت القوى الطائفية تبرز يوماً بعد يومٍ و تجتاح مساحاتٍ بشرية ليست بقليلة، و تمكنت من السيطرة على أرض الواقع سياسياً و اجتماعياً بعد خروجها من الحرب الأهلية، و ذلك بسبب عدة عوامل محلية أو إقليمية أبرزها عدمُ وجودِ تيارٍ معاكسٍ قادرٍ على إستقطاب الشارع أو إستنهاضه،وخصوصاً تراجع فعالية اليسار و دوره، فكان ما كان للبنان من هدرٍ و فسادٍ و تحاصصات علنيةٍ و بدء الإنحدار على كافة الصعد؛ فازداد عجز الموازنة العامة و من خلفه الدَّين العام من ٨٠٠ مليون دولار إلى ٩٤ مليار دولار (والحبل عالجرّار)، إلى عجزٍ في الميزان التجاري و ميزان المدفوعات والتوظيف السياسيّ غير المُجدي، ناهيك عن الفساد المستشري في كلِّ مفاصل الدولة وصولاً إلى التلوّث و تفشي الأمراض.

ويقابل ذلك عدم إكتراث الدولة و الأحزاب لما يحصل،وهذا الإنحدار إستباح كل الألوان،فبدأ التراجع في المستوى التربوي و التعليمي و الثقافي و الفني و الإنحدار في مستوى الخطاب السياسي و عدم تقبل الرأي الآخر.و بعد كلّ هذا الإنحدار و في ظلِّ فشل مشروعّي “الحكم الطائفي” و “اليسار” وغياب الأمل بِوجود قوى معارضة تكون الرافعة الأساسية الحاملة لهموم الوطنيين لإستعادة جزء من إنسانيتهم المهدورة … أصبحنا نتمنى الصِّفر، لأنّ حالَه أفضلُ ممّا نحن عليه.                       

عن Sara Raad

مديرة التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بالفيديو السفير السعودي: “أخلاقيات المملكة العربية السعودية أعلى من هذه التصريحات”

بعد تصريح وزير الخارجية شربل وهبة على شاشة قناة الحرة، أفاد مراسل اخبار العالم الآن، ...