أسابيع قليلة مضت على زيارة الرئيس المخلوع عمر البشير للرئيس السوري بشار الأسد ، الّذي حكم السودان ثلاثة عقود من النار والحديد والتجويع والقمع ، ثلاثة عقود والدماء بين المسلمين والمسيحيين تهدر نتيجة صراعات أهل السلطة على من يستولي على عرش السودان .
البشير الّذي استعجل توقيع حكم إعدامه بالزيارة التي قام بها لسوريا ولقاءه بشار الأسد الّذي ما أن عاد إلى بلاده حتى حلّت لعنته عليه .
ذهب لتقديم جرعة الدعم الفارغة لرئيس نظام لا سيادة لوطنه في ظل الوجود المتعدد لدول وميليشيات باتت هي صاحبة القرار في سوريا .
ذهب ليهز العصا لمن يضغطون عليه فضغطوا زر النهاية واستيقظ البشير على انقلاب أطاح بحقبته ورمى به ورموز حكمه في سجن لطالما سبقه إليه كثيرون من أخصامه ومنتقديه .
خبر الإنقلاب هذا لم يرق حتما” للرئيس بشار الأسد الّذي يكره حدثه ، ولكنه مجبر على تحمل صدمة الواقع ، فهناك شعب دعمته رغبة خارجية أطاحت بالزائر العربي الأول والأخير .
اليوم مرّ موكب السجانين الّذين يقتادون عمر البشير وحكومته محملين بعربات للحيوانات ، ورشقوا بشتى أنواع القذارات والحجارة ، ولربما حمد الله وشكره البشير أنه لم يقع بين يدي شعبه الجائع الغاضب وإلا لفعلوا به كأسلاف سبقوه مع اختلاف الظروف والأحداث .
السودان على طريق الحرية والديمقراطية ، وعلينا أن نتعلّم منه أنّ الشعب عندما يقرّر أن ينهي حقبة سلطة ما فهو قادر على فعل المستحيل .
رئيس التحرير / الشيخ محمد الحاج حسن / واشنطن