الرئيسية / احدث الاخبار / رحيل نادين جوني “أم كرم”… المتمردات هنّ الجميلات

رحيل نادين جوني “أم كرم”… المتمردات هنّ الجميلات

ليس فقداً عادياً ولا هو رحيل توّشحه دموع الأصدقاء وجرح الأحبّة الغائر فحسب. الناشطة الحقوقية نادين جوني رحلت فجر الأحد في حادث مروع على أتوستراد الدامور. وهي معروفة بالمعارك التي خاضتها من أجل تعديل سن الحضانة في المحاكم الجعفرية بعد تجربة طلاقها وسعيها لتعديل شروط حضانة ابنها كرم.

وتمثل نادين رحلة أم موجوعة وصوتاً متمرداً يزعج المتسلطين. “أم كرم” رحلت فجراً، تاركة فناء الدنيا مريحاً لرجل دين يستسهل حرمان أم من ولدها تطبيقاً لشرع اجتهده من دون رأفة بعين من حقها أن تدمع فقط لرؤية ابن يتهيأ ليومه الدراسي الأول.

يريد المرء ألا يصدّق أن القدر شريك في المؤامرة أيضاً. صفحة نادين “الفايسبوكية المزعجة” صامتة منذ ساعات على غير عادة. كتابات قليلة ترثيها في الساعة الأولى لانتشار الخبر الموجع. الصدمة تسود.

تجيب غيدا عناني على هاتفها بعد طول محاولات. مديرة منظمة “أبعاد” التي احتضنت ثورة نادين، تؤكد الخبر. بصوت متهدج ضائع، تجهش في البكاء وتنقل عن والد نادين أن “الدفن غداً في بنت جبيل”. حادث السير اللعين على أتوستراد الدامور خطف نادين بينما كانت تقود السيارة فجراً، والضربة القوية نالت من العنق.

ونعت “أبعاد” جوني، وجاء في منشور على صفحة المنظمة الحقوقية: “بحزن ووجع كبيرين، تنعي إليكم/ن أسرة أبعاد فقيدتها المناضلة الشابة نادين جوني (أم كرم) والتي فقدناها بحادث سير مؤلم صباح اليوم الأحد.

نتعهّد لنادين، رمز نضال الأمهات اللبنانيات بوجه القمع والتمييز ضد النساء والفتيات بكل اوجهه، أن نكمل مسيرتها ونضالها الحقوقي”.

لن يجرؤ أحد على اجابة كرم عن أسئلة وجد نفسه أمامها منذ أن واجهت عيناه عالماً ظالماً يتيح لمحكمة جعفرية أن تحدد له ساعات رؤية أمه.

فجراً انتهت المعركة يا كرم، نريد أن نصدق أنها لم تنتهِ لكن اعذر يأسنا الآن، وآخر ما خطته أمك وجعاً في قلوبنا قبل رحيلها كان منشوراً يحكي حرقة قلبها من عدم التمكن من اصطحابك الى المدرسة والفرح بدهشة حواسك المتفتحة تجاه الأشياء الأولى.

ولرحيل ناشطة حقوقية في العشرينات من عمرها خاضت المعركة ضد المحكمة الجعفرية بكثافة وجع التجربة الشخصية وقع الصدمة المضاعفة مع تدجينٍ يغزو المجتمع واستسلام وخيبات تجتاح رافضي منظومات ثقافية وسياسية تتكرس وتتمرس، فتجعل من جماعة الاستكانة أكثرية. القلة المتمردة التي لا تزال قادرة ومؤمنة بالصراخ ضد ظلم المحاكم الدينية والمتحرشين والذكوريين والطائفيين والفاسدين والظلاميين، تقل عدداً أمام سطوة اليأس. ساحات الحراك المخروقة والضائعة، وأفول الناشطين وبوابات المطارات تشهد.

في صفحة نادين منشورات تؤرخ لرحلة عمر قصير وصور ناشطة جريئة وأم قوية رغم كل شيء وأنثى بأحمر شفاه، أكثرها تعبيراً الآن أن “المتمردات هنّ الجميلات”.

المصدر: النهار

عن INN-News

رئيس التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بالفيديو السفير السعودي: “أخلاقيات المملكة العربية السعودية أعلى من هذه التصريحات”

بعد تصريح وزير الخارجية شربل وهبة على شاشة قناة الحرة، أفاد مراسل اخبار العالم الآن، ...