الاعلامي محمد عواد
إعتدنا أنّ كل من يخرج من بلدنا بحثاً عن قوت يومه ومستقبل أولاده، يُصبح حاقداً على وطنه الأُمّ، بل أن يكره كلّ ما يُذكّره بطفولة مريرة، وأيام صعبة مرّ بِها. لكننا نؤخذ إلى غير منحى عندما نتكلّم عن رجل اليد البيضاء حسّان الشمالي، إبنُ مدينة الشمس، بعلبك.
عِندما خرج رجال الأعمال وكِبار الموظفين من لبنان عند إنطلاقة ثورة ١٧ تشرين، عاد هو من الخليج العربيّ إلى وطنه لبنان، وكانت لهُ المواقف إلى جانب الثورة التي كان يحلم بها، وكان يتواصل مع الجميع مُحاولاً لمّ الشمل في صفوف اللبنانيين. فهو العابر للطوائف والمناطق تارةً تراه في بيروت وتارةً في البقاع وفي المساء يشدّ الرحيل إلى طرابلس.
وفي إتّصال هاتفيّ معه من الشبكة الدوليّة للأخبار قال الشمالي ـنه “مرّت سنوات الغربة وأنا أحلم بأن يكون لي وطن يشبه ثورة ١٧ تشرين، وأنّ نكون شعبا كشعب ١٧ تشرين، هذا حلم أيّ لبنانيّ.”
المُلفت بحسان الشمالي أنّه يعمل لأبناء منطقته دون علم أحد. فتُحاول إستدراجه لتعلم منه عن الأسماء التي يقوم بمساعدتها، ولكن لا يُريك إلاّ الألم والعوذ المُسيطر على شبابنا، من خلال الإتصالات والمُكالمات التي ترده ليساعدهم ما أستطاع وهو ليس برجل أعمال ولا من أصحاب المال.
ما دفعني إلى كتابة هذا المقال عن حسان هو أنّه موظّف يقوم بتقسيم جزء كبير من راتبه على عدد من الشباب المُحتاج، وأقل الواجب أنّ نكتب عن أيّ عمل إنساني في ظلّ الظروف التي تمرّ بها البلاد.