في الوقت الذي ضغطت الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية لإنهاء حرب أسعار النفط مع روسيا، أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب القادة السعوديين إنذاراً نهائياً بخصوص الأزمة في مكالمة هاتفية في 2 أبريل، وفقا لرويترز.
وفي المكالمة، قال ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إنه ما لم تبدأ منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في خفض الإنتاج، فإنه سيكون عاجزاً عن منع المشرعين الأميركيين من تمرير تشريع لسحب القوات الأميركية من المملكة، وفقاً لأربعة مصادر مطلعة على الأمر لرويترز.
وقالت الوكالة إن التهديد، الذي لم يتداول مسبقا في الإعلام، بشأن سحب القوات الأميركية كان نقطة الضغة الرئيسية على السعودية لإنهاء حرب النفط.
وأوصل ترامب الرسالة إلى ولي العهد قبل 10 أيام من الإعلان عن خفض الإنتاج.
وقال مصدر أميركي اطلع على المناقشة من قبل مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية إن الزعيم الفعلي للمملكة أُخذ بالتهديد إلى حد طلبه من مساعديه الخروج من القاعة حتى يتمكن من مواصلة النقاش على انفراد.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لرويترز إن الإدارة أخطرت القادة السعوديين بأنه بدون خفض الإنتاج، “لن تكون هناك طريقة لمنع الكونغرس من فرض قيود يمكن أن تؤدي إلى انسحاب القوات الأميركية” من المملكة.
ولخص المسؤول هذه الرسالة الأميركية التي قدمت عبر قنوات دبلوماسية مختلفة بأنها تقول للقادة السعوديين: “نحن ندافع عن صناعتكم بينما أنتم تدمرون صناعتنا”.
ولم تعلق المملكة على هذه المكالمة الهاتفية وما ورد فيها.
وأكد مسؤول سعودي طلب عدم الكشف عن اسمه أن اتفاق إنهاء الحرب النفطية يمثل حلا آمنا لجميع الدول في ما يسمى بمجموعة أوبك+للدول المنتجة للنفط التي تضم أوبك بالاضافة الى تحالف تقوده روسيا.
وقبل أسبوع من مكالمة ترامب الهاتفية مع ولي عهد السعودية، قدم عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان كيفن كريمر ودان سوليفان تشريعًا لسحب جميع القوات الأميركية وصواريخ باتريوت وأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ من المملكة ما لم تخفض الرياض إنتاج النفط.
واكتسب التأييد لهذا الإجراء قوة دفع وسط غضب الكونغرس بسبب حرب أسعار النفط السعودية الروسية التي كانت سيئة التوقيت .
وتعتمد السعودية على الولايات المتحدة في التسليح والحماية ضد المنافسين الإقليميين مثل إيران.
ومع ذلك، ظهرت نقاط الضعف في المملكة في أواخر العام الماضي في هجوم شنته 18 طائرة بدون طيار وثلاثة صواريخ على منشآت نفطية سعودية رئيسية. وألقت واشنطن باللوم على إيران، ونفت طهران ذلك.