من المفترض أن تكون مكاتب الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي متأهبة في أعلى درجاتها الوظيفية لخدمة المواطنين ، والمفترض بموظفي هذه المكاتب أن يكونوا على مكاتبهم أثناء الدوام ليقدموا للمواطنين المساعدة المطلوبة في إنجاز طلباتهم ، لأن معاش هؤلاء هو من المواطنين الذين يرتادون هذه المكاتب .
الصدمة الأولى هي مشاهد الإزدحام وإدارة شباك الخدمة من قبل موظف واحد يعمل ببرودة ومزاجية لا تتناسب وحجم زحمة الناس التي أنهكها تعب الإنتظار لتحصل على إمضاء أو فاتورة ، فالمكاتب فارغة خاوية إلا من موظف هنا أو هناك .
طلبات المراجعين مكدّسة على مكاتب الموظفين الغائبين ، لافتتات “ممنوع التدخين” مسمّرة على كل زجاج لإفهام المواطنين أنّ النظام يمنع التدخين ، ولكن ! سرعان ما ترى “نفاضة” السجائر على طاولات الموظفين بين الملفات المتراكمة التي تنتظر رحمة “رواق” مزاجية الموظف الغارق في فنجان قهوته ودخان سيجارته .
القانون على المواطن المصلوب لساعات ، أما الموظف الموكل مهمة تطبيق القوانين فيفعل ما يشاء فليس هناك من حسيب أو رقيب .
وهنا نتوجّه إلى السيد محمد كركي مدير عام الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي لماذا هذه الفوضى في مكاتب الضمان ؟ لماذا زحمة المواطنين ونقص الموظفين ؟؟ لماذا فوضى الإستنسابية في تطبيق عدالة القانون ؟
من الطبيعي أن ندعمكم في مكافحة الفساد وكشف هوية الفاسدين والمزورين ، لكن هذا لا يغنينا عن فضح الفوضى والتسبب بإهانة الناس ومحاصرتهم لساعات ؟
إرحموا الناس ، وأريحوها ، فهؤلاء ليسوا مضطرين لقضاء يوم كامل في مكاتبكم لإنهاء معاملاتهم ..