مؤتمر البحرين أوهام حزب الله وخسارة لبنان المليارات

عقد المؤتمر الإقتصادي في البحرين بدعم أساسي من الولايات المتحدة الأميركية التي رسمت خطة المسار لدعم السلام في منطقة الشرق الأوسط ، ومسودة القرار التي نشرت باللغة الإنكليزية بصفحاتها ال140 لم تتطرق إلى الوضع السياسي بل إلى الوضع الإقتصادي وضرورة دعم فلسطين إقتصاديا” ليتسنى للدولة الفلسطينية البحث لاحقا” بالأزمة السياسية .

خمسون مليار دولار أميركي هي الطرح الأميركي لدعم الحكومة الفلسطينية ب25 مليارا” منها و25 مليار لدول الجوار مصر والأردن ولبنان ، لأنه لا يمكن أن يزدهر وينمو الإقتصاد الفلسطيني ما لم تكن خاصرته أو بواباته منتعشة إقتصاديا” وجسور العبور منها وإليها منتجة .

هذه المليارات كفيلة بحل أزمتنا الإقتصادية في لبنان والمنطقة ، ولكن حزب الله ومن خلفه قيدوا الدولة اللبنانية بشعارات وأوهام اختلقوها لزرع الرعب في نفوس السياسيين وغيرهم ممن يؤيدون مسار الحل .

الدولة اللبنانية اتخذت القرار الخاطئ بعدم حضورها المؤتمر وإبداء رأيها سلبا” أو إيجابا” ، وخضعت لهيمنة حزب الله الّذي بات واضحا” أنه يسيطر على كل مفاصل الدولة .

والرئيس الفلسطيني محمود عباس ظلم الفلسطينيين وتاه في يمّ الشعارات الفارغة وأضاع فرصة تاريخية لم ينجح في حساباته تجاهها ، والشعب الفلسطيني سيدرك لاحقا” أن إغراقه في الصراع والفقر والعجز الإقتصادي هو سبب الضياع .

المؤتمر لم يطرح أو يناقش موضوع التوطين أو ضياع فلسطين والقدس كما أثار حزب الله وإعلامه وللأسف لحقه كل من خشي على شعبيته فانساق لهذه الحملة الوهمية وطبل وزمر للا التوطين ، أي لأمر غير مطروح أساسا” .

الدول العربية بأغلبيتها دعمت المؤتمر وأنجحته لأنها تريد خلاصا” للفلسطينيين وقضيتهم التي باتت شماعة يتوارثها أهل السلطة ويستغلها اصحاب المشاريع الخاصة التي دائما” تكون على حساب مصلحة الدولة والشعب والوطن .

من رفض المؤتمر مني بالخسارة ، والمؤتمر السياسي في الفصل الأخير من العام 2019 سيضع خطة قيام الدولتين وبمباركة عربية شبه جامعة ، والتطبيع مع إسرائيل سيكون حتميا” لأن هذه الدول قالت كلمتها : لسنا مستعدون للبقاء في مهب الصراعات الخداعة ، نريد السلام الّذي يحقق مصلحة الفلسطينيين ودولتهم وعاصمتهم القدس الشرقية .

رئيس التحرير / الشيخ محمد الحاج حسن