الثوار الشرفاء .. هزّوا عروشكم الجوفاء

إنَّهم الثُّوّار الشُّرَفاء الذين هزّوا عروشكم الجوفاء! ثورةٌ مؤلمةٌ بدَأتْ بنبضٍ وحماسةٍ… بِحُبٍّ وتفانٍ… بدأت بشبابٍ واعٍ لديهِ طموحاتٍ لا تُقهَر… مُستمرَّةٌ في قلب الحلم وحُلم الأفئدة لا يُكْسَر… ثورةٌ على المُستبدّين الذي سرقوا الوطن من كرامة أبنائه في العيش الكريم… ثورةٌ على من أدّى إلى ظُلْمِ الفقير واحتياج الذي لا أَكَلَ لَهُ إِلّا القلم والعلم والثَّقافة… ألا تخافون الله يا بَشَرًا حينما تُرسِلون الأفاعي إلى الشَّوارع كيما يُخرِبون ثوّارًا شرفاء! ألا تخافون الله يا بَشَرًا حينما تتغاضون عن صوتِ الشّباب المُثقَّف والطَّموح… ألا تخافون الله يا بَشَرًا من ثورةٍ أعظم على ضميركم المَيْت الذي هجرتموه ربّما إلى غير رجعة… أيا مُظلِمي الفكر، دمَّرتُمْ الحقّ وزوَّرتم الحقيقة، استفيقوا… أيا مُظلِمي الفكر، توحَّدَ الشَّعبُ وأنتم متشرذمون طائفيّون مذهبيّون متقوقعون رجعيّون، عفا عليكم التَّاريخ… أيا مُظلِمي الفكر، فالتّاريخ ذَكَرَ أبطالًا كانوا خسيسين وذَكَرَ خسيسين كانوا أبطالًا… أنتم الخسيسن الفاسدين وهمُ الأبطال… أيا سُرَّاقَ الوطن، كُفّوا أنْ تسرقوا فرحة شعبٍ على مدًى ٣٠ سنة… أيا سُرَّاقَ الوطن، ممنوعٌ عليكم تشويه ثورةٍ دُمِغَت بأدمغةٍ لَمْ تستطيعوا إقناعها للخروج من ساحات الشَّرف… أيا سُرَّاقَ الوطن، أرجِعوا الكرامة لأنفسكم بإرجاعكم الأموال المنهوبة… أيا سُرَّاقَ الوطن، لَمْ تعودوا موضع وجودٍ في ضمائر الأحرار ولا في مخيِّلة أيا سُرَّاقَ الوطن، إنزلوا عن عروشكم الهشَّة من أجل وطنٍ يولد من جديد…

بقلم الأستاذ جوني ملحم