في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ال15 وقف الرئيس سعد الحريري في دارته وبين جمهوره ومن على شاشات التلفزة ليبرز صورة سعد الحريري الصادق الطيب الّذي ضحى كأبيه من أجل تماسك لبنان وعدم انفراط عقده الوطني وانهيار الإقتصاد في ظل أزمة جحيمية تمرّ بها المنطقة .
وقف سعد رفيق الحريري بشموخ وعزّة نفس وعاشق لوطنه وشعبه في يوم الحبّ الّذي تعمّد بحمرة دماء أبيه ورفاقه الشهداء ليبق بحصة الطلاق مع عهد ميشال عون ويهدم أسس التسوية التي استخدمها العونيون للإلغاء والتهميش والسلبطة والإستئثار بمواقع السلطة والقرار .
رفع صوته ليفرمل الطموح الباسيلي إلى الرئاسة المقبلة أو المُستعجلة ، وفنّد ظروف قبوله بالتسويات التي اعترف بأنها خطأ لن يتكرر ، والأرفع سمة في خطاب الحريري أنه تحمّل المسؤولية وحمّلها لكل من شارك في الحكومات المتعاقبة منذ العام 1999 من رئاسة الجمهورية إلى مجلس وزراء ونيابي وإدارات .
طرح زوايا الفساد في ملف الكهرباء الّذي يشكل ثلث الدين العام وسأل من تولى هذه الوزارات ؟
الحريري الشجاع في مصارحة شعبه وناسه إعترف لهم بتقصيره وشح الموارد المالية لكنه تعهد بالتغيير لا سيما في جسم التيار الّذي يحتاج إلى نفضة إصلاحية تنهي حقبة التسلّق والمحسوبيات والوصوليين والإنتهازيين والمنتفعين .
الرئيس الحريري الّذي جعل قلبه منصة للمستقبليين المؤمنين بفكر والده الشهيد الوطني والعروبي تحمّل كل السهام من أجل مسيرة الإعتدال والإنفتاح التي لم تسلم من خناجر بعض الشركاء في الوطن الّذين قدموا مصالح الخارج على مصلحة لبنان وفي مقدمتهم حزب الله .
إذا” ، الحريري رسم خطوطه لمرحلة الجزء الثاني من العهد الأسوأ على لبنان ، وجدد عهده بالدفاع عن الوطن وعدم التخلي عن السعي الدائم لحماية الإستقرار ومنع الإنهيار الإقتصادي ، محذرا” من نهج الباسيلية التي أدت إلى مأسات التدهور الإقتصادي والسياسي .
فهل يستمر الحريري بمضمون خطابه اليوم الّذي أعاد الأمل لمن عاشوا الخيبة وشعروا بالمهانة والإقصاء الّذي مارسته قوى العهد من تيار عوني إلى حزب الله مرورا” بالرئيس نبيه بري الّذي لا يتخلى عن طاولة المحاصصة وتقاسم خيرات البلد ومؤسساته ؟
رئيس التحرير
الشيخ محمد الحاج حسن – واشنطن