الرئيسية / مقالات / الفايروس بين المجهول والسياسة

الفايروس بين المجهول والسياسة

محمد عواد

الإنسان يخشى المجهول لا الفايروسات. عبر تاريخنا التطوريّ يسعى دماغنا بشكل دائم على تحوير قضايانا الشائكة والمُخيفة والمعقّدة إلى أمور بسيطة.

على سبيل المثال، الغيرة اتجاه الشريك من قبل الرجل. يسعى دماغ الرجل بشكل دائم على منع زوجته من إقامة صداقات وعلاقات بينها وبين أيّ رجل أخر، حتى وأنه في بعض الأحيان يقوم بمراقبتها على مدار الساعة وهذا ما يمكن أن يخلق مشاكل زوجيّة ويُدمّر العلاقة.

في الحقيقة هُنا، أنّ دماغ الرجل يخشى أنّ يصرف موارد وساعات من العمل والتعب وأموال على جينات ليست جيناتاه، وهُنا نتكلّم عن الأطفال، فكما نعلم أنّ الإمرأة هي التي تحمل وتضع المولود من رحمها، فدائماً هي متأكّدة بأن الأطفال هُم أطفالها، لكنّ الرجل يبقى لديه الشكّ الدائم، وهذه مسألة تطوريّة وإنّ أصبحنا بزمن يمكننا فحص الحمض النووي، فدماغنا ما زال عالق في تاريخنا التطوريّ.

بالنسبة لأيّ مُشكلة مجهولة تُواجه الإنسان يكون لديه نفس عمليّة التفكير. هُنالك العديد من الفايروسات على كوكب الأرض ولكننا نخشى المجهول منها، أما ما نمتلك عنه معلومات فلا إعتبار له عندنا مثل المجهول.

وهُنا نُدرك أنّ دماغنا لا يحمينا كما نعتقد، لأنّ أيّ فايروس يكون له منصّة إعلامية ومؤسسات وجمعيّات وكُتّاب وأبواق، يستطيع أنّ يخرق دماغنا ونموت من أجله، سيقول البعض كيف أدخل الكاتب الفايروس المكوّن من بعض الحمض النووي في السياسة والفكر. هُنا الحقيقة التي يجب علينا أنّ نعلمها، بأنّ الأفكار أيضاً هي فايروسات دماغيّة، تسكن في دماغنا، وتقتات على الموارد والمياه والسكريات.

هُناك فايروسات فكرية كما قلنا، لها منصّاتها الإعلاميّة، وهذا ما يُفسّر لنا مُشاهدة أمّهات يدفنون أبنائهم من أجل فايروس “فكرة” ويقولون دفنته اليوم ولديّ ثلاثة غيره وسأقدّمهم، نعم يستطيع الإنسان أنّ يُقدّم نفسه من أجل فايروس يُدركه، بالنسبة ذاتها التي يخشى فيها فايروس لا يُدركه.

عن Sara Raad

مديرة التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بالفيديو السفير السعودي: “أخلاقيات المملكة العربية السعودية أعلى من هذه التصريحات”

بعد تصريح وزير الخارجية شربل وهبة على شاشة قناة الحرة، أفاد مراسل اخبار العالم الآن، ...